إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

519 ـ المأمون العبّاسي  (170 ـ 218هـ) (786 ـ 833م)

عبدالله بن هارون (الرشيد) بن محمّد (المهدي) بن عبدالله (المنصور) العبّاسيّ الهاشمي، القرشي، أبو العباس الملقب بالمأمون: سابع الخلفاء من بني العباس في العراق، وأحد عظماء الملوك في سيرته وعلمه وسعة ملكه. أمه اسمها مراجل ماتت وهو أوائل شهور حياته. وُلد المأمون سنة (170هـ)  (786م)، وقرأ العلم في صغره وسمع الحديث من أبيه وبرع في الفقه والعربية وأيام العرب. ولما كبر عني بالفلسفة وعلوم الأوائل فجرّه ذلك إلى القول بخلق القرآن. كان أفضل رجال بني العبّاس حزماً وعزماً، وحلماً وعلماً ورأياً ودهاءً وهيبة وشجاعة وسماحة. وُليّ الخلافة بعد خلع أخيه الأمين سنة 198هـ، وفي سنة 201هـ خلع أخاه المؤتمن من ولاية العهد وجعله من بعده لعليّ الرضي ابن موسى الكاظم بن جعفر الصادق. وفي سنة 212هـ أظهر المأمون القول بخلق القرآن إضافة إلى تفضيل عليّ على أبي بكر وعمر، فاشمأزت النفوس منه وكاد البلد يفتتن، ولم يلتئم له من ذلك ما أراد فكفّ عنه إلى سنة 218هـ. وفي سنة 215هـ سار المأمون إلى غزو الروم ففتح عدة حصون ثم سار إلى دمشق ثم توجه إلى مصر سنة 216هـ ودخلها فهو أوّل من دخلها من الخلفاء العباسيين، ثم عاد في سنة 217هـ إلى دمشق والروم. وفي سنة 218هـ امتحن العلماء بالقول بخلق القرآن، فأجابه طائفة وامتنع آخرون منهم أحمد بن حنبل، فأمر بهم فقُيدوا وفُرّج عنهم بعد وفاته. اهتم المأمون بالعلم والعلماء, وأتحف ملوك الروم بالهدايا سائلاً أن يصلوه بما لديهم من كتب الفلاسفة، فبعثوا إليه بعدد كبير من كتب أفلاطون وأرسطوطاليس وأبقراط وجالينوس وغيرهم، فاختار لها مهرة التراجمة، فتُرجمت وحضّ الناس على قراءتها. وأنشأ دار الحكمة في بغداد ـ وهي مكتبة عامة يؤمها طلاب العلم. وقرّب إليه العلماء والفقهاء والمحدثين والمتكلمين وأهل اللغة والأخبار والمعرفة بالأنساب والشعر، وأطلق حرية الكلام للباحثين وأهل الجدل والفلاسفة. هو أوّل خليفة اتخذ الجواسيس من العجائز، فقد اتخذ ألفاً وسبعمائة عجوز كان يتفقد بهنّ أحوال الرعية ومن يحبه منهم ومن يبغضه ومن يفسد حُرَم المسلمين وكان لا يجلس إلى دار الخلافة حتى يأتينه كلهن بالأخبار والمعلومات. مات المأمون في رجب سنة 218هـ في بلاد الروم، ونقل إلى طرسوس، فدفن بها.